التفكير عملية عقلية مذهلة تحدث في ثوان معدودة، وبوسع الإنسان العادي أن ينميها ويطورها بالسعي الجاد وراء ذلك، وهذا لا يتحقق إلا من خلال تنظيم الأداء الذهني، وترتيب الذاكرة، حتى يتم الحصول على المعلومات بسرعة عالية، واسترجاعها بالوقت المناسب، وبإمكانك أن تنمّي ملكة الملاحظة وترتيب المعلومات من خلال ملاحظة خصائص المادة، فما الذي يميزها عن غيرها؟ وملاحظة أوجه الشبه فهذه المادة بماذا تشبه تلك؟ ولاحظت أوجه الاختلاف ومقارنة الأشياء ببعضها البعض، وتصنيفها ضمن قوائم حسب النوع أو الشكل أو السمات العامة، وترتيبها حسب الحجم، أو الوقت.
وعليك أن تنمي التفكير التحليلي من خلال طرح الاسئلة لنفسك، وسؤالها ما علاقة حدوث هذا الأمر بذاك؟ ولم حدث له بالضبط؟ لم لا يحدث لغيره، وعليك أن تكون ناقداً مميزاً بين الحقيقة وغير الحقيقة ووجهات النظر، فأن يقول لك صديقك كوب الشاي الذي أعددته لي ساخنن فهذه حقيقة وليست وجهة نظر، لأن الشاي فعلاً ساخن ويجب أن يقدم ساخناً.
وميز بين الاستنتاجات المحددة وغير المحددة، فما قد يكون نتيجة مؤكدة قد يكون لغيرك الأمر غير مؤكد، فابحث فيه لترسو على صحة الاستنتاج، وإذا قرأت لا تصدق كل ما تقراه بل أعطي لنفسك الحق بأن تنتقد ما هو موجود في الكتب، لأنك إنسان ولك عقل يفكرن وإن كان له رأي مخالف فيما ورد في كتاب ما؛ بسبب وجود أدلة وبراهين على رأيك تعتقدها أنت، وربما مؤلف الكتاب نفسه لا يعرفها.
إذا منحك البعض رأيهم في أمر من أمورك، تقبل كل ما يقولون، لأنّها ستبقى وجهة النظر الخاصة بهم، والتي تعبر عن منظورهم واتجاهاتهم ومبادئهم.
وعليك أن تفكر بأشياء غير عادية وتنمي ملكة التخيل، لكي تصل لكل ما هو جديد، فلا تكون تقليدياً وتخيل طاولة بلا أرجل كيف سيتم صناعتها، أو مروحة بلا أجنحة كيف ستعمل على التهوية، أسئلة قد تكون للعاديون جنونية، لكنّها لأصحاب التفكير الإبداعي بحثاً عن جواب لشيء جديد، لم يخلق بعد في عالم البشر.
وكن محللاً لكل ما تراه، فإذا ذهبت إلى معرض للفنون ووقفت أمام اللّوحات المختلفة، تأمل الألوان وكيفية امتزجها، وكيف أعطت مع بعضها صورة واضحة تعبر عن شيء محدد، كيف كانت سوف تكون لو كانت بألوان أخرى؟ ولم على الرسام أن يسخدم اللون الأزرق للسماء، لم لا تكون في الصورة تخضراء وتمطر زهوراً متفتحة، وخزن في عقلك الإجابات المحتملة لكل سؤال سألته لنفسك، ودونها على ورقة ما، واحتفظ بجميع أفكارك الجنونية التي تبرز في لحظة ما، فربا تنجيك يوماً فتكون ثمرة يانعة تأكل منها، كاختراع يميزك، أو لوحة تبهرك، أو علماً جديداً ينفعم وينفع من بعدك.
لا تمل في تطوير نفسك، وإكسابها المهارات الجديدة، والإتّجاه نحو التفكير الإيجابي غير التقليدي لتصنع ذاتك.
المقالات المتعلقة بتنمية مهارات التفكير